فى مصر ثلاثة ملايين طفل يعملون / قضية للمناقشه

120 الف يتسربون من التعليم كل عام بسبب الظروف الاقتصادية

تحقيق / نسرين محمد المصدر جريدة الدستور الوطنى

قد تعطى الارقام دلالات واضحة لحالة ما ولكنها فى المقابل تغفل التفاصيل الدقيقة التى هى فى الحقيقة اعمق اثرا وصداقا من كل ما يذكر من ارقام
تشير دراسات وابحاث دولية التى اجريت فى عدد من دول الاعالم الثالث والذين تتراوح اعمارهم ما بين خمسة اعوام حتى اربعة عشر عاما يزيد عن 250 مليون طفل و 61 % منهم يعملون فى قارة اسيا و 32% فى قارة افريقيا و 7% فى امريكا الاتينية وان غالية هؤلاء الاطفال يعملون فى المناطق الريفية فى الزراعة اما المدن فيعملون فى التجارة والخدمات وعدد قليل يعمل فى المصانع والورش واعمال البناء والخدمات المنزلية و 5 % فقط من الاطفال يعملون فى الصناعات التصديرية وفى مصر تشير التقارير الرسمية ان عمالة الاطفال تمثل 6و7% من اجمالى قوة العمل وقد اختلف الباحثون فى اسباب تلك الظاهرة وارجعوا التسرب من التعليم اهم تلك العوامل على اساس ان اكثر من 120 الف طفل يتسربون من التعليم كل عام الاحاث تشير الى ان 80 % من اسباب عمالة الاطفال تعود الى انحدار المستوى المعيشى للاسر المصرية وسقوط 48 % من الشعب المصرى تحت خط الفقر وهو الامر الذى دفع بهؤلاء الاطفال الى سوق العمل فى سن مبكرة لمساعدة اسرهم اما الاسباب الاخرى مثل تسرب الطفل من التعليم او الانفاق على نفسة او تعليم صنعة فلم تتجاوز نسبتها 20 % من عدد الاطفال العاملين فى مصر بحوالى ثلاثة ملايين طفل .

وقد يبدو من الغريب انة بالرغم من الشعارات التى تطلقها الحكومة ليللا ونهارا من انها تحارب ظاهرة عمالة الاطفال وتجرم مرتكبيها نجدها تغمض العين على اشد الاماكن قسوة واسغلال للاطفال ونقصد بالطبع تلك المحارق التى تلتهم الصغار لليل نهار ومدمن رقابة او عقاب ففى ربوع مصر تنتشر فى افران الطوب التى تتصب مداخنها حتى السماء وعلى سبيل المثال فن فى قرية عرب ابو ساعد التابعة لمركز الصف بالجيزة يوجد أكثر من 275 مصنعا وفى مزغونة مركز العياط يوجد ما يقرب من 250 مصنعا وفى ميت غمر يصل الى ما يقرب الى ثمانين مصنعا وفى محافظة الغربية يزيد الى 150 مصنعا تلك المخارق يعمل بها عشرات الالاف من الاطفال دفعتهم ظروف اسرتهم القاسية الى العمل رغم ما يصابهم من حساسية الصدر والتهاب الرئة نتيجة لتعرضهم لبودرة الطوب والدخان الناتج عن حرق المازوت الا ان ذلك يتضاءل اذا عرفنا ان الكثير منهم يصاب بالكسور نتيجة ما يحكلونة من طوب والبعض منهم يموت حرق .


يقول / صبحى جمال لباححثى المركز اولاد الارض لحقوق الانسا ن عمرى 8 سنوات اعمل هنا من ثلاثة اشهر احمل الطفلة واضعها فى لخلاط من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساءا مقابل 30 جنيها اسبوعيا اذهب الى قريتى بالفيوم مرة كل شهرين ساعات كثيرة الطوب يقع علينا مرة ننكسر مرة ننجرح فى الاسبوع الماضى مات واحد منا كان شايل العصفورش وعلية 50 قالب طوب كان ماشى فوق سقف الفرن بالحمل اللى علية فوقع وسط النار وابوة استلم الجثة ورجع بها الصعيد بس انا لازم اشتغل اعمل اية لازم اوفر قيمة تمن الايجار شقة

ويقول / عمرى 9 سنين اخواتى الخمسة لا يجدون من يعولهم بعد ان مرض والدى واصبح عاجزا عن العمل امى ماتت من سنتين واختى الكبيرة مش ممكن تشتغل عشان تاخذ بالها من اخواتى والبيت وابويا الشغل صعب فى مصنع الطوب ساعات باتحرق وريحة المازوت اللى بيولعوا بيها الفرن وحش قوى وكمان بودرة الطوب بتبهدلا جسمنا ومنقدرش نشتكى عشان الريس ارنفار ميزعلش ودة غير الانتاج ولو حد من العمال انصاب يتعالج ويخصموة ثمن العلاج من اجرتة ماهمش دعوة حتى لو مات

ويضيف احمد سعيد / عمرى 10 سنوات شغال هنا فى المصنع اشيل الطوب الاخضر الى الافران وبعد حرقة اشيلة من جديد واحملة على سيارات انام فى حجرة صغيرة ليس لديها دورة مياة ومعى 15 طفلا حالهم من حالى

وكان لنا لقاءت اخرى بس انا اختصرت عشا ن مطلوش عليكم

وتزداد الصورة قتامة اذا علمنا ان اصحاب المصانع لا يقومون بالتامين على الاطفال اما التفتيش من مكاتب العمل فلا وجود لة فمن يصاب او يموت لا تعويض لة او مساعدة
العجيب اى منهم يصاب او يموت حتى يحصل اهلها على عشر جنيهات وبالطبع هذا يسرى على الاطفال العاملين فى افران الطوب لانهم فى نظر مديريات التفتيش يعملون بلا اجر او غير موجودين من الاساس

مركز اولاد حقوق الانسان يطالب وزير القوى ان تقوم ادارات التفتيش بحصر كامل للاطفال العاملين بافران الطوب والتامين عليهم وحظر عملهم فى الاعمال الخطرة مع الزام صاحب العمل بالتامين الصحى عليهم ونطالب بزيادة حد المعاش ومساعدة اسر الاطفال فى رفع مستوى معيشتهم للحد من ظاهرة عمالة الاطفال التى بحق وصمة عار فى جبين الانسانية