حياته تمضي دون هدف ، وساعاته تنقضي بلا فائدة ، وعمره يذهب سُدى دون أدنى مردود .
تراه يدور كالرحى ، ليطحن وقته الغالي ويبدد زمانه الثمين ، فهو مشغول بلا مهمة ، متحرك في غير نفع ،
متعب بلا فائدة ، مرهق بدون نتيجة ، مجهد بغير ثمرة ..
لا يعرف قيمة التخطيط ، ولا أهمية التنظيم ، ولا ضرورة الترتيب ، فتارة يبني كأحسن ما أنت راءٍ ،
فإذا به ينقض غزله ، ويهدم بنيانه ، ويحرق أوراقه ، وكأن شيئاَ لم يكن .
ينشط كالعاصفة ، ويثور كالبركان ، ويضطرب كالزلزال ، ويضرب كالموج ، وينحدر كالسيل ..
يقاوم الإعصار ، ويسبح ضد التيار ، ثم يستسلم بما لا يرضاه مسلم !
يعتني بمن حوله ، ثم ينقلب عليهم ، فيلتهمهم ، كقطة السوء ، تعتني بصغارها ، فإذا جاعت أكلتهم .
يقدح ثم يمدح ، يبرئ ثم يزري ، يثور ثم يخور ، يفرض ثم يرفض ، ليس له مبدأ يعيش عليه ،
ولا حد يقف عنده أو اتزان يضبط حركته وينظم مسيرته .
أعماله مرتجلة ، وأفكاره مشتتة ، وقراراته عشوائية ، وحياته فوضوية ..
فليته عكف على نفسه الثائرة فهذبها ، وحركته الهائجة فضبطها ، ومسيرته المعوجة فقومها ،
لكان خيراً له من جمع غثاء السيل أو زبد البحر !
وأخيراً أقول : الاتزان طريق الأمان ، والعمل المؤسس المدروس خير من الارتجال الذي يقود للضلال ،
ويد الله مع الجماعة ، والراكب شيطان ، والثلاثة ركب ، والله الهادي إلى صراط مستقيم .