قال الجنديّ لرئيسه :
“صديقي لم يعد من ساحة المعركة سيدي, أطلب منكم السماح لي بالذهاب والبحث عنه.".
قال الرئيس :
”الإذن مرفوض"!!,
“لا أريدك أن تخاطر بحياتك من أجل رجل من المحتمل أنّه قد مات".
ذهب الجندي, دون أن يعطي أهميّة لرفض رئيسه, وبعد ساعة عاد وهو مصاب بجرحٍ مميت حاملاً جثة صديقه.
كان الرئيس معتزاً بنفسه فقال:
”لقد قلت لك أنّه قد مات! قل لي أكان يستحق منك كل هذه المخاطرة للعثور على جثّة!؟!”
أجاب الجنديّ محتضراً:
”بكل تأكيد سيدي!
عندما وجدته كان لا يزال حياً واستطاع أن يقول لي: كنت واثقاً بأنّك ستأتي!"
الصديق
هو الذي يأتيك دائما ًحتى عندما يتخلى عنك الجميع...!!
الصداقة كلمة مكونة من ثلاثة حروف ... ولعلها هي أيضا الصحبة التي تشترك مع الصدق في حرف الصاد ويجمعهما الحب والوفاء
يقول الله عز وجل :
(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ...)
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((خير الأصحاب خيرهم لصاحبه..))
ويقول: ((إن الله سائل المرء عن صحبة ساعة...))
أخي القارئ العزيز:
ما هامش الصداقة في حياتك ..؟ هل لك أصدقاء أوفياء ...؟
هل تذوقت طعم الصداقة؟ ما طعمها في نفسك؟ هل تلونت بمذاق الوفاء أم بطعم الخيانة والغدر...؟!
قالت العرب .. المستحيلات ثلاثة: الغول والعنقاء والخل الوفي...
وقال الشاعر
فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
صديقُك من صدقَقك لا من صدّقك ..
الصديق وقت الضيق ... للشدائد تُذخر الإخوان ...
هل صادفتك في الحياة مواقف كهذا الموقف الآنف الذكر للجندي وصديقه، تفقدت فيه صديقاً في الشدة ...
فقال لك: كنت متأكدا من أنك ستأتي ...!! أو تتصل ...!!
فماذا تعني لك الصداقة؟